آل الريحاني في لبنان


يروي الأديب اللبناني المشهور أمين الريحاني[1] في الصفحة الثامنة والستين من كتاب "قلب لبنان" ويقول: "إن التنقل من الصفات اللازمة لبيت الريحاني. منذ ثلاثمائة سنة ويزيد، انتقل جد العائلة من بجة في جبيل إلى بيت شباب. وبعدها بمائة سنة نقل الخوري (ثم المطران) باسيل عبد الأحد البجاني من بيت شباب إلى القرية المجاورة لها أي الشاوية فبنى له قلايةً فيها، وكان الآس الذي يدعى في هذا الجبل (الريحان) يكثر في تلك الناحية، فقال الناس: قلاية الريحاني . ثم نُسبنا إليه، فقالوا: بيت الريحاني".

وأما عن سبب تواجدهم في بلدة الفريكة في قضاء المتن بمحافظة جبل لبنان التي تحيط بالعاصمة بيروت من الجهات الثلاث الجنوب والشرق والشمال، وتُلامس حدها الغربي شواطئ البحر الأبيض المتوسط، فيقول الريحاني: "السبب في انتقال الوالد إلى الفريكة هو الحب. كان والدي شريكاً لخاله أمين هاشم في معمل الحرير في الفريكة. فاضطر أن يقضي معظم أيامه فيها، وقد كان يجتمع في بيت خاله بأنيسه جفال طعمه من قرنة الحمراء، وهي في بيت عمتها إمراة خال أمي فأحب فارس أنيسه، وأحبت أنيسه فارساً، فانغرس الحب في قلبيهما، ثم توج بالزواج".

ويعتقد أبناء بلدة بجه في قضاء جبيل بأن تسمية المنطقة بهذه التسمية يعود إلى عدد من المسيحيين الذين حافظوا على مذهب الكنيسة الأنطاكية السريانية المشرقية، وكانوا يعيشون في قربة بجة في حوران بعد نهايات الدولة الغسانية ثم انتقلوا فيما بعد إلى منطقة في جبل لبنان وبالتحديد في قضاء جبيل وأطلقوا عليها اسم "بجة".

ومن خلال سرد أمين الريحاني لأصل العائلة في لبنان نجد أن عائلة الريحاني في كل من الأردن ولبنان تتلاقى بالكنى فقط، فلا صلة قربى بينهما إلا أنه تم التعارف فيما بينهم قُرابة منتصف القرن العشرين وما بعده، وكان هناك زيارات متبادلة بين العائلتين التي أسفرت إلى توطيد هذه العلاقات فيما بينهم على أساس الود والمحبة وشعور العائلة الواحدة.

ولعل جميع الدارسين والمتابعين لحياة الأديب أمين الريحاني يُرجعون أصل عائلة الريحاني في لبنان إلى ذات القصة التي رواها أمين بنفسه، ولعل المنازل التي تركها آل الريحاني في ضيعة بيت شباب تؤكد صحة هذه القصة، كما وتؤكد أن تسمية العائلة بهذا الاسم برز في ضيعة الشاوية منذ ما يقارب المئتي عام أو يزيد قليلاً، على خلاف تسمية آل الريحاني في الأردن التي تعود إلى قرونٍ كثيرة مضت ، وربما إلى فترة رحيل الغساسنة عن اليمن.

وآل الريحاني في لبنان هم اليوم من أتباع الكنيسة الأنطاكية السريانية المارونية التي أقرت بشرعية المجامع المسكونية السبعة وتبعت الكرسي البابوي في الفاتيكان.



[1] أمين الريحاني: (1876 – 1940)، هو أمين فارس أنطون يوسف بن المطران باسيل البجاني، مفكر وأديب وروائي ومؤرخ لبناني، وهو أحد أدباء وشعراء المهجر، يعد أيضاً من كبار دعاة الإصلاح الاجتماعي وعمالقة الفكر في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين في الوطن العربي، ويلقب بفيلسوف الفريكة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء الإلتزام بآداب التعليقات واحترام الرأي الآخر