ضعف الدولة الغسانية وانهيارها


بعد وفاة الملك الغساني الخامس والعشرين "الحارث بن جبلة"، وإلقاء البيزنطيين القبض على ابنه المنذر "الملك السادس والعشرين"، وحفيده النعمان الثاني "الملك الثامن والعشرين"، تفرقت كلمة الغساسنة في الشام، وذلك حوالي عام 583م، وضعفوا ودبت الفوضى في مناطقهم، فاستقل كل شيخ من شيوخهم بناحيته، وانقسموا إلى خمس عشر فرقة، ترك بعضهم الديار السورية، وهاجر البعض الآخر إلى العراق، فاستغل الفرس وحلفاؤهم المناذرة هذا الضعف واستولوا على سوريا في عام 613م.
واستمرت الدولة الغسانية تعاني من الضعف والوهن حتى ظهر الملك جبلة بن الأيهم، فأعاد للغساسنة مكانتهم في بلاد الشام، وذلك بعد مساعي الملك البيزنطي هرقل في توحيد صفوف من بقي منهم فيها، فاشترك الرومان الشرقيين (البيزنطيين) مع الغساسنة مجدداً بالقضاء على الفرس وإخراجهم من بلاد الشام واستقرت الأمور من جديد إلى أن جاء المسلمون، فحاربهم جبلة بن الأيهم إلى جانب البيزنطيين في دومة الجندل قريباً من دمشق، فهرب الأهالي من البلدة وهجروها.
كما اشترك بن الأيهم مع البيزنطيين في معركة اليرموك التي ربحها المسلمون وتقرر على أثرها نهاية سلطة البيزنطيين في بلاد الشام عام 636م، ليتبع ذلك بقليل نهاية حكم الغساسنة أيضاً عام 638م. وبذلك يكون الملك جبلة بن الأيهم[1] أخر ملوك الغساسنة، رغم انه اعتنق الإسلام. ولكنه لم يلبث طويلاً وعاد إلى مسيحيته.




[1] ويروى أن جبلة بن الأيهم، وفيما كان يدور حول الكعبة في أول رحلة حج قام بها تجرأ بدوي من بني فزاره (بقصد أم بغير قصد) فداس على إزار جبلة فانحل الإزار فغضب جبلة وصفعه على وجهه فهشم أنفه. فحكم الخليفة عمر بن الخطاب على جبلة بأن يخضع إما لصفعة مماثلة يتلقاها على يد البدوي أو أن يتكلف بدفع غرامة. لهذا ارتد جبله عن إسلامه وعاد إلى مسيحيته ولجأ إلى القسطنطينية. ويذكر التاريخ على الأقل واحداً من أحفاده كان إمبراطوراً بيزنطياً.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء الإلتزام بآداب التعليقات واحترام الرأي الآخر