آل الريحاني في الأردن

إن العديد من العشائر والعائلات المسيحية المعاصرة في سوريا والأردن ولبنان وفلسطين، هم بلا شك، من أصولٍ غسانية، لكنهم (أي الغساسنة) بعد انهيار دولتهم وانتشار الفوضى وعدم الأمن فيها نزحوا إلى مناطق أخرى اعتبروها  أكثر أمناً واستقراراً، ومن بين هذه العشائر التي نزحت عائلة آل الريحاني، الذين توجهوا إلى جبال أدوم شرقي الأردن وأقاموا في بلدة الشوبك التي كان غالبية سكانها من المسيحيين آنذاك، أما البعض الأخر رحل إلى وادي موسى وميناء ايله.
وبعد توافد الكثير من المسيحيين إلى الشوبك، أصبحت الشوبك مركزاً مهما، ومدينةً ضاهت في حينها دمشق ببساتينها ومائها، لكن الأوضاع فيها لم تدم، إذ تغيرت وانحدرت مع بداية العهد العثماني في عام 1516م، وأضحت قريةً صغيرة معرضة لهجمات البدو من كل ناحية. ففي منتصف القرن السابع عشر تعرضت بالإضافة للغزوات البدوية إلى ظروفٍ مناخية وطبيعية تسببت في تهجير عدد كبير من سكانها المسيحيين إلى مصر وفلسطين وسوريه وإلى شمال الأردن ووسطها طلبا للأمن والعيش بسلام. ومن بين هؤلاء كان "آل الريحاني" حيث ارتحلوا كما هو مرجح، في نهاية القرن السابع عشر إلى شمال الأردن واتخذوا من بلدة الحصن مسكناً لهم، فهم بذلك من أهالي الحصن الأصليين المؤسسين لها.
فالحصن كانت في الغالب خالية من السكان ولم تصبح عامرة، إلا بعد أن جاء إليها آل غنما بصحبة شيخهم عبدالله الغنما في عام 1680م. وبعد هذا التاريخ أخذت العائلات والعشائر المسيحية وغير المسيحية بالتوافد عليها والذين من ضمنهم آل الريحاني الذين وفدوا إليها بين عامي 1680 – 1700 تقريباً.
بعد ذلك، استمرت العائلات تتوافد إليها من القرى المجاورة ومناطق أخرى مثل سوريا ولبنان وفلسطين، وذلك بسبب الأحداث العسكرية التي ألمت بسكان تلك المناطق خصوصاً بعد أن دبرت الحكومة العثمانية ثلاث مذابح طائفية وحشية في لبنان وسوريا في الأعوام 1841 و1845 و1860 الميلادية. ومن أشهر المذابح، المذبحة الأخيرة التي سُميت "مذابح الستين"، والتي خلالها تم تدمير أكثر من ستين قرية  في منطقتي الشوف والمتن ومدينة حاصبيا في لبنان. وقد بلغ عدد القتلى أكثر من اثني عشر ألفاً، الأمر الذي أجبر العديد من مسيحيي لبنان على النزوح عن وطنهم لحماية أنفسهم وأبنائهم، خاصةً بعدما دبت خلافات كبيرة بينهم لسوء أوضاعهم، مما يفسر وجود عائلات مسيحية صغيرة العدد من أصولٍ لبنانية في الحصن مثل "آل جوينات وآل أفرام وآل حاوي وغيرهم".
وبنفس الطرق والأساليب، دفعت السلطات العثمانية عدداً من الرعاع و سقاطة المجتمع والمنبوذين وشجعتهم على ارتكاب الجرائم وتنفيذها بحق عدد كبير من العائلات الذين تم قتلهم في دمشق وضواحيها ونُهبت ممتلكاتهم وأُضرمت النار في ديارهم لخمسة أيام متتالية، مما تسبب بهلاك عشرات الآلاف من المسيحيين ونزوح الكثير أيضاً إلى ديارٍ أخرى كالحصن مثل "آل نويصر وآل خوري وآل شداد وآل خواجا وغيرهم".
ومن أسباب النزوح إلى الحصن، الخلافات والمنازعات الثأرية، وسوء الأحوال الاجتماعية والاقتصادية وغياب الأمن والسلم في المناطق التي كانوا فيها أصلاً.
الاتجاه المسيحي: كان جميع أبناء آل الريحاني يتبعون المذهب الأرثوذكسي الشرقي اليوناني إلى أن جاءت طائفة الروم الكاثوليك إلى الحصن عام 1890م فانضم بعضهم إليها.
سمعان الريحاني: يعتبر سمعان الريحاني والذي عاصر القرن الحادي عشر الميلادي هو الجد الأكبر لـ "عائلة الريحاني" حيث انحدر من سلالته ثلاثة أبناء هم نجم وسرحان ودخل الله. وهؤلاء الثلاثة تعود إليهم الثلاثة فروع من عائلة آل الريحاني في الحصن والموثقة في شجرة العائلة التي أعدها عدد من أبناء العشيرة الغيورين.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء الإلتزام بآداب التعليقات واحترام الرأي الآخر