المملكة الغسانية في الشام


استقر الغساسنة في جنوب سوريه متخذين من بصرى والتي كانت تسمى حينذاك "إسكى شام" عاصمةً لدولتهم قبل أن تتحول إلى الجابية في الجولان. وكانوا يعتنقون المسيحية الأرثوذكسية، التي رفضت قرارات المجمع المسكوني الرابع المنعقد في خلقيدونية عام 451م، والقائم على اصطلاح أو لفظة "الطبيعتين" للسيد المسيح، الذي بمفهومهم كان يوازي لفظة (شخصين)، لذلك، رفضوا قرارات هذا المجمع وأصبح يطلق عليهم الكنيسة الأرثوذكسية المشرقية، والتي أصبحت تُعرف فيما بعد باسم الكنيسة اليعقوبية[1]. كما اتخذ الغساسنة اللغة السريانية "الآرامية" دون أن يهجروا لسانهم العربي، خاصةً أن اللغة العربية تتشابه في ألفاظها مع السريانية.
وقد امتد نفوذ الغساسنة ليشمل سهل حوران وسائر عرب سوريه وفلسطين ولبنان، أي أن ثقلهم كان في المنطقة الجنوبية في سوريا والجولان واليرموك وأرض الأردن، فعمروا المدن وشادوا القصور والقلاع وكانوا، كما ذكرنا حلفاءً للبيزنطيين في حروبهم ضد الفرس والمناذرة.


[1] نسبة إلى يعقوب البرادعي الذي أصبح أسقفاً للكنيسة السريانية في مدينة أورهاي – حسب التسمية الآرامية - (الرها بالعربية) وهي الآن مدينة أورفا التي تقع في جنوب شرق الجمهورية التركية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء الإلتزام بآداب التعليقات واحترام الرأي الآخر