عائلة الريحاني في القرن العشرين

بعد رحيل العائلة من الشوبك واستقرارها في بلدة الحصن، عملوا في الزراعة وتربية المواشي. وعاشوا جنباً إلى جنب في تراضٍ وتآخٍ مع العشائر الأخرى المتواجدة في الحصن، المسيحيين منهم والمسلمين، وكانوا يتقاسمون عيشهم وهمومهم وتطلعاتهم لغد أفضل.

وخلال فترة تأسيس إمارة شرق الأردن، ساهم الكثير من أبناء العائلة في بناء اللّبِنة الأساسية للأردن فقد انخرطوا في صفوف الجيش الأميري لبناء الدولة التي طالما حلُم بها كافة الأردنيين للتخلص مما تتعرض له المنطقة من حالة الفوضى وعدم الاستقرار، وخاصةً بعد نهاية حكم الدولة العثمانية. ونذكر من هؤلاء، القائد عبدالله سليم الريحاني، الذي تولى قيادة الدرك في بداية عهد تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1920م، في عهد رئيس حكومة عجلون المحلية الشيخ راشد الخزاعي وبإدارة علي نيازي التل، وقد كان من الضباط الأوائل الذين أسهموا في تشكيل قوة الجيش العربي.

وفي منتصف القرن العشرين، وخاصةً بعد استقلال شرق الأردن في عهد الملك عبدالله الأول ابن الحسين طيب الله ثراه، وقرار الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه المتعلق بتعريب قيادة الجيش، بدأ أبناء عشيرة الريحاني بالالتحاق في صفوف الجيش العربي، إيماناً منهم بخدمة الأرض التي عاشوا وعاش أجدادهم فيها، وسعياً لبناء أردن قوي للحفاظ على الأرض، وهذا ما أجبرهم على مغادرة الحصن والتوجه إلى الزرقاء مدينة الجيش والعسكر. فكان لهم دور عظيم في الدفاع عن ثرى الأردن وفلسطين والتصدي للعديد من الأخطار والهجمات التي شهدتها المنطقة في ستينات وسبعينات القرن العشرين.

كما وشارك أبناء العائلة في بناء الأردن الحديث والتحقوا بميدان العمل الحكومي العام بمختلف المجالات، وعملوا بكل أمانةٍ وإخلاص، وهذا ما دعا الكثير منهم إلى الانتقال إلى العاصمة عمان ليستقروا فيها.

ولم يقتصر الرحيل والانتقال من الحصن إلى الزرقاء وعمان فحسب، بل أن الكثير من أبناء آل الريحاني، وفي سعيهم المستمر لبناء مستقبل أفضل وحياة كريمة، هاجر إلى العديد من دول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث هاجر عدد كبير جداً من أبناء العائلة ليستقروا هناك. ومن أبناء العائلة كذلك من انتقل للعيش في كندا وأستراليا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا واليونان وفلسطين وغيرها.

جمعية الريحاني التعاونية: لعائلة الريحاني في الأردن جمعية تعاونية تضم بين حناياها أفراد العائلة لإثراء التواصل والتآلف فيما بينهم، تلك العائلة التي سطرت لنفسها أنموذجا حياً في التعاون والمحبة والإخاء.

تمتلك الجمعية في يومنا الحاضر ثلاثة مراكز: أولها في الزرقاء ثم في الحصن والمركز الثالث في العاصمة عمان. وتعاقب على رئاستها ثلاثة رؤساء أولهم: القائد عبدالله سليم الريحاني من عام 1966 إلى 1971، والقس أيوب إيليا الريحاني من عام 1971 إلى 2009، والدكتور عوني نور الريحاني من 2009 ولا يزال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الرجاء الإلتزام بآداب التعليقات واحترام الرأي الآخر